أقدّسُ اعتكافَكَ في حجرتكَ - يا أبي - منذ ثلاث سنوات , لو خرجتَ لرأيتَ جيشاً من الجهل عرمرماً يطوّقُ السمعَ و البصر و الفؤادَ , ظلماتٌ فوقَها ظلماتٌ لا تكادُ ترى يديك خلالَها ,غيرَ أنك مازلتَ أنت تقرأُ و تحلّلُ أيّ كتاب يقعُ بينَ ي...ديكَ , تحللُ و تقرأُ لنفسكَ فقط دون أنْ يعلمَ بك الآخرون , كنتَ تظنُّ بأنّك أنت هو الآخر , فهل ظنّ الآخرون بأنكَ هم ؟. تبّاً لي يا أبي : "لقد شمّتْ روائحَ يأسي القططُ " و أصبحتُ زاوية البيت المظلمة والركنَ المنهارَ و الصوتَ الخجول . اعتكفْ في حجرتكَ – يا أبي- أبديّاً , فإنّي أخافُ عليكَ من جهل الجاهلين و أميّة المتسلقين , وهم كثرٌ جداً –يا أبي – لا تستطيعُ عَدّهم و لا أستطيع . لا أريدُ منكَ شيئاً – يا أبي- , فقط أريدُ أنْ تسلّطَ شعاعاً من نوركَ على تلك الزاوية المعتمة من البيت , حيث أقبعُ أنا منكسراً و هشّاً و مطعوناً .
في الصورة : أنا و أبي الشيخ عفيف الحسيني الذي ما زال يقرأُ و قد تجاوز الثمانين – 4-4-
في الصورة : أنا و أبي الشيخ عفيف الحسيني الذي ما زال يقرأُ و قد تجاوز الثمانين – 4-4-
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق