مدوّنة الكاتب الكرديّ : عبداللطيف الحسيني .

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

مشعل المُنصِت .

 مشعل المُنصِت .
 عبداللطيف الحسيني .




أفقْ فقد طالَ مكوثُك تحتَ هذه الأرض التي أخذتْ طاهراً منّا , أعلمُ أنّك تسمعُ وترى أكثرَ ممّا فوقها , تسمعُ الأشرارَ وترى الموبقات تُرتكبُ بحقّ أشرف المخلوقات " الإنسان" الذي كنتَ لسانَه حينَ يصرخ و يدَه الملوّحة حين يرفض , لقد أطلتَ الإنصاتَ أكثرَ ممّا يلزم منذ سنتين , وها قد أقبلَ زمنٌ آخرُ , هو زمنُ الفكر . حين قُتلتَ , ظنّ السفّاحُ بأنه قَتَلَ لحماً ودماً وكفى , ولم يعلم بأنّه من مستحيلات السّماء والأرض قتلُ الأفكار التي لا يمكنُ أنْ تُختطَفَ أو تُقتَلَ أو تُمثّلَ بجثّتها المقدّسة .

أنت تفهمني : شاعرٌ حيٌّ هو أنا , وسياسيٌّ زلزلَ أوكارَ وجحور الصّغار والأمّيين وهم ألدُّ أعداء الكلمة التي تنبضُ بالحياة .

ألم أقلْ لك لا يمكنُ قتلُ الأفكار , فها هي يدُكَ مرفوعةٌ تخيفُ مَنْ فوقَ الأرض وأنتَ تحتَها تجيدُ فلسفة الإنصات , فكيف لو قامتْ قيامتُك ؟

اسمعني جيّداً : وأنا في لوعة غيابك" : نريدُكَ حيّاً , فقد جاء دورنُا لننصتَ إليكَ بعدَ أنْ تكلّمنا دونَ أنْ نتعلّم فنَّ النقاش أونجيدَه .

لكنْ يا مشعلَ الكرد : ابقَ حيث أنت , فنحن نعيشُ في زمن الصّغار والقَتَلة , وهو زمنٌ لا يليقُ بك.