مدوّنة الكاتب الكرديّ : عبداللطيف الحسيني .

السبت، 10 نوفمبر 2012

( فريدة العاطفي)

انا أحب كتابته ولا أخفي ذلك... الإبداع الجميل يستحق أن يعلن الاعجاب به قويا ... إنه صديقي عبد اللطيف الحسيني في كتابه الجديد " ظلال الإسم الجريح" كتاب مفتوح على الغناء للحياة من أوج الخراب والدمار في سوريا... مفتوح على الامل والالم... على الثورة والاستسلام... على التمرد والانكسار...فيه ما يكفي من الشذرة لكي يصل الى الحكمة... وما يكفي من الشعر ليصل الى الغناء. .. وما يكفي من القص ليصل بالحكاية الى سحر خرافة الجدات... " ظلال الإسم الجريح" كتاب يستحق القراءة والحنان و المحبة ... 
هنيئا عبد اللطيف الحسيني

الناشطة منال الحسيني


    • الناشطة منال الحسيني الناطقة باسم
      (Komela Jinên Kurd li Amûdê)\

      أقول لنساء العالم هبْن واتحدن في وجه الطغاة وساندن هذا الشعب اليتيم.
      ==============
      ما هو دورُ المرأة في الثورة السورية ؟
      :تصدرت المرأة المشهد السياسي و الميداني و حسب تقارير المنظمات الحقوقية و الناشطين في الداخل فإن المرأة من أكثر الشرائح المتضررة في الاحتجاجات على خلفية تعرضها للقتل و التعذيب والاغتصاب والاعتقال وخير مثال على ذلك مجموعة من الناشطات اللواتي تعرضن للضغط الشديد من قبل الأجهزة الأمنية (سهير الأت
      اسي ورزان زيتونة وهرفين أوسى) واعتقال المدونة روان غزوان واختطاف الطالبة الجامعية يمان القادري و غيرهن . فبالإضافة إلى أن المرأة تشارك في الاحتجاجات , تلعب أدواراً أخرى فهي أم وأخت وزوجة تشجع الرجل و تدفعه إلى الأمام فكما يقال وراء كل رجل عظيم امرأة . كما أنها تلعب دوراً في مداوة الجرحى و تقديم الطعام وإخفاء الناشطين والدفاع عنهم مثلما فعلت المناضلة زاهدة رشكيلو التي كادت تدفع حياتها ثمناً للدفاع عن رفيقها شهيد الكلمة الحرة مشعل التمو ولا ننسى مشاركة المرأة في السلطة الرابعة لافا خالد وبهية مارديني . .
      - هل ارتقت المرأة الكردية إلى المستوى المطلوب في الحراك السياسي – بمعنى هل بمقدورها العمل إلى جانب الرجل في قيادة هذه الثورة ؟
      :أريد أن أجيب عن هذا السؤال بسؤال هل ارتقى الرجل الكردي إلى المستوى المطلوب في الحراك السياسي
      وهل ارتقت الحركة الكردية إلى المستوى المطلوب في الحراك السياسي وقيادة الثورة ؟
      المرأة الكردية شاركت في الحراك السياسي في الماضي إلى حد ما وتعرضت لجميع الإجراءات التعسفية من اعتقال وضرب وإهانة وتحقيق ونقل تعسفي وحتى استشهاد. لم نر تعاملاً مختلفا معها من قبل الأجهزة الأمنية وبالعكس فأي خطوة كن يقمن بها من أجل تثقيف المرأة الكردية أو توحيدها ضمن إطار فسرعان ما كانت تخبو بسبب الضغط الأمني الكبير عليها لأنهم كانوا يعرفون مدى خطورة تثقيف المرأة فكما يقول الفيلسوف سقراط " إذا ثقفت رجلا فإنك تثقف فردا واحدا , أما إذا ثقفت امرأة فإنك تثقف عائلة بأكملها ".
      ثم جاءت الثورة السورية لتشكل منعطفا في حياة المرأة بشكل عام والمرأة الكردية بشكل خاص والتي رفضت أن تكون إطاراً جميلا لصورة , رفضت أن تشارك فقط هيكلا بل كلمة وفكرا وموقفاً وخير مثال على ذلك مشاركة الناشطة السياسية هرفين أوسى في المظاهرة الأولى أمام وزارة الداخلية للإفراج عن المعتقلين السياسيين فاعتقلت على إثرها في 15-3-2011 . وهناك أسماء كثيرة الآن من النساء اللواتي يشاركن حقيقة في الحراك السياسي ووصلن إلى مستويات مشاركة في الهيئات العليا للمجالس الكردية مثل خلات أحمد ونجاح هوفك ونارين عمر واسماء حاج قاسم ...
      أقول نعم أرتقت المرأة الكردية إلى المستوى المطلوب في الحراك السياسي وقيادة الثورة وأريد أن أقول في هذا الصدد لا ثورة ناجحة دون مشاركة المرأة ولن نواكب ركب الحضارة ما لم تشارك المرأة في مركز صنع القرار.
      ما هي ثمار أنشطة جمعيتكم و هل هناك التجاوب اللازم معكم ؟-
      :ما يروي ظمأنا ويثلج قلوبنا هو استجابة المرأة إلى أي دعوة تقوم بها جمعيتنا فنرى الحضور الكبير والمشاركة الرائعة من جانبها , إضافة إلى استضافة جمعيتنا إلى أي فعالية أو نشاط تقوم بها المنظمات النسوية وغير النسوية في عامودا وغيرها من المدن السورية وتأتينا دعوات لحضور مؤتمرات لتمكين دور المرأة في الداخل والخارج .
      -هل هناك تواصل بينكم وبين المجالس الكردية - أو دعم من جانب الأحزاب الكردية ؟
      :لا ليس هناك تواصل مباشر معهم لأننا لا ننتمي إلى أي منهم فنحن جمعية مستقلة حتى الآن . كان هناك محاولة من جانب مجلس الشعب غربي كردستان للانضمام إلى اتحاد ستار ولكننا رفضنا واقترحنا التنسيق تحت شعاري المنظمتين ولكننا لم نجد رداً حقيقياً من جانبهم . هناك بعض الأحزاب التي تدعمنا وخاصة حزب يكيتي الكردي في سوريا وذلك بتوفير المكان للقيام بنشاطاتنا فخصصت لنا يومين من الأسبوع في منتدى أوركيش وأستغل هذه الفرصة لتقديم الشكر لتعاونهم معنا ودعمهم للمرأة لتفعيل دورها في المجتمع .
      -ما هي رسالتكم إلى نساء العالم و شعوبهم في استمرار النظام السوري في سياساته القمعية ضد شعبه؟
      :أقول لهن يا نساء العالم اتحدن وهبّن في وجه الطغاة أي كان . احتجوا, اعتصموا, تظاهروا, تضامنوا مع أمهات الشهداء, مع المغتصبات, مع المعتقلات, اعتصموا أمام السفارات أمام هيئات الأمم المتحدة وطالبوا بوقف حمام الدم في سوريا وساندوا الشعب السوري في محنته اقتصاديا وإعلاميا و عسكريا.
      حوار: فريدون قجو

الاثنين، 5 نوفمبر 2012

حياة جديدة للكاتب الكردي عبد اللطيف الحسيني .بقلم لطيفة لبصير : كاتبة وباحثة من المغرب .



بقلم لطيفة لبصير : كاتبة وباحثة من المغرب .
لم أستطع أنْ أقرأ هذه النصوص بصمتٍ دونَ أن تعود إليّ أصواتٌ كثيرة نامت بداخلي،وحين ودّعتها سال شيء من الحلق: حريق بعض الكلمات العالقة. إنها نصوص عبد اللطيف الذي تناثرت حروفُ اسمه وتجزأت...فكل مَنْ مرّ بها سرق حرفا فبقي يتيما .لا تمر نصوص الكاتب عبد اللطيف الحسيني على العالم الذي يصرخ بالدم والقبور دون أن تستعين بكل مناهل الفكر والأدب، فهي تعود لابن الفارض وللسهروردي ولمحمود درويش ولابن عبد ربه الأندلسي...وكأنها تستعين بالتاريخ الفكري لتعيد لحم الذات التي انكسرت من الداخل وتبعثرت إلى أشلاء ومزق. إنها تتّمات حداثية للكاتب يسائل فيها الفكر والأوراق والحياة والأشخاص وكأنه يعيدُ مزجَ التاريخ الشخصي بالتاريخ العام، لأنه كلٌّ لا يتجزأ، حيث تتداخل الحياة بالأشخاص من أشخاص قريبين في حياتنا إلى أشخاص يحتلوننا بأوراقهم وفكرهم ويحتلون أرواحنا المشظاة وكأنهم يعملون على رتقها ثم تمزيقها ثم إعادة بث الحياة فيها. إنه الذاك الذي يبتعد عنه ثم الأنا التي تحبُّ الحياة...أحيانا تتحوّل نصوصُ عبد اللطيف إلى همس وتنقلب إلى أسرار ويصير له صوتٌ يحنُّ إلى امرأة ساكنة في جلده تناوشه،  وأحيانا يلعن الزمن ويرتدي قاموس اليأس والحطام وينكفىء إلى القبور ...إنها نصوص حارة... متوثبة... شرسة تهجم على الداخل النائم فينا... تكره الكسل في الحروف والكلمات، تبغض الشح في المشاعر والأحاسيس، تشعل حروبا أخرى غير الحروب التي تعيشها الذاتُ وهي تؤرّخ لزمن عامودا وللمكان الذي يدوّن العشق المذبوح، إنه المبعثر الذي يبحث عنه الكاتب وهو الداخل في الغير وفي الاختلاف الضروري للحياة لا الأحادي الصقيعي البارد منذ زمن، والمستتر خلف علامات لا تعكس الواقع...إنه يدفع بالكاتب إلى أن يوتر كل شيء: جدوى الأدب وصمت الأدباء وانعكاس المرايا التي كان ينادي بها الأدب والتي يقف الآن خلفها مذعنا لصمت عقيم...ولذا يكره عبد اللطيف الطمأنينة الراكدة ويعلن ميلاد تسونامي جديد لحياة جديدة" إنه تسونامي: فلا تغلقوا الأبواب والثغور التي تسوّى بالأرض، جاء تسونامينا عاقلا فكل عقل نبي" نصوصٌ قلقة ولا تتركنا في هدوء تام مع ذواتنا فكأنها تحفر بالقلم  قبرا آخرَ للكلمات ثم تعيد نبش القبر واستخراج الكلمات من الكفن وبعثها من جديد .قرأتُ هذه النصوص بإحساس مزدوج: المتعة الممزوجة بالألم، المتعة لأنني كنتُ أرقصُ على الحروف والكلمات وتلويناتها وهي تلبس سياقها الجديد والمختلف... والألم لأنها جزءٌ من مشهدنا الحقيقيّ في العالم العربي وتردي زمنه، والكاتبُ يوقظ هذا الصمت بهذه الشراسة الملعونة، والرغبة في تغيير الألوان والأشكال الساكنة، فأفسحوا المجال لهذه اللعنة القادمة التي تغرس الأسئلة في ذواتنا...إنها قطعة من الكلام وهو ينسج تاريخا آخرَ من الأسئلة...فتحية للكاتب العميق ولنصوصه التي تكره ركود الأزمنة...وتحية لبذرته الجديدة التي تناوش أغوار عوالمنا الهادئة.