مدوّنة الكاتب الكرديّ : عبداللطيف الحسيني .

الاثنين، 7 أكتوبر 2013

مشعل المُنصِت .

 مشعل المُنصِت .
 عبداللطيف الحسيني .




أفقْ فقد طالَ مكوثُك تحتَ هذه الأرض التي أخذتْ طاهراً منّا , أعلمُ أنّك تسمعُ وترى أكثرَ ممّا فوقها , تسمعُ الأشرارَ وترى الموبقات تُرتكبُ بحقّ أشرف المخلوقات " الإنسان" الذي كنتَ لسانَه حينَ يصرخ و يدَه الملوّحة حين يرفض , لقد أطلتَ الإنصاتَ أكثرَ ممّا يلزم منذ سنتين , وها قد أقبلَ زمنٌ آخرُ , هو زمنُ الفكر . حين قُتلتَ , ظنّ السفّاحُ بأنه قَتَلَ لحماً ودماً وكفى , ولم يعلم بأنّه من مستحيلات السّماء والأرض قتلُ الأفكار التي لا يمكنُ أنْ تُختطَفَ أو تُقتَلَ أو تُمثّلَ بجثّتها المقدّسة .

أنت تفهمني : شاعرٌ حيٌّ هو أنا , وسياسيٌّ زلزلَ أوكارَ وجحور الصّغار والأمّيين وهم ألدُّ أعداء الكلمة التي تنبضُ بالحياة .

ألم أقلْ لك لا يمكنُ قتلُ الأفكار , فها هي يدُكَ مرفوعةٌ تخيفُ مَنْ فوقَ الأرض وأنتَ تحتَها تجيدُ فلسفة الإنصات , فكيف لو قامتْ قيامتُك ؟

اسمعني جيّداً : وأنا في لوعة غيابك" : نريدُكَ حيّاً , فقد جاء دورنُا لننصتَ إليكَ بعدَ أنْ تكلّمنا دونَ أنْ نتعلّم فنَّ النقاش أونجيدَه .

لكنْ يا مشعلَ الكرد : ابقَ حيث أنت , فنحن نعيشُ في زمن الصّغار والقَتَلة , وهو زمنٌ لا يليقُ بك.

الخميس، 26 سبتمبر 2013

ولادة النص الشعري في ظلال الاسم الجريح . لعبداللطيف الحسيني .



ولادة النص الشعري في ظلال الاسم الجريح .
 لعبداللطيف الحسيني .

بقلم الفنان جنكو .
أن نقيّم أي نص أدبي لا يقف أمام أحادية النقد بل بقدر ما يولد النص نصوصاً متوازية ومتعددة بتعدد القراءات , فالنص ذو البعد الواحد لا يحتمل سوى قراءة واحدة تخنق النص وتميتُه ميتة عادلة .
إنّ أهمية نص عبداللطيف الحسيني تكمن في خلقه لجديد يصدمك و ينفّرك بلا إعتياديّته  , فهو نص لواقع حالي قاس , وكيف لا يكون النص قاسياً وهو يصوّر السأم والمبضع والانتحار والقتل والوجوه المتلوّنة بتلون الواقع ؟.
وهو ردّ على ولادة شعرية سابقة , شعرية بدأت بحداثة لغوية مع ما يرافقُها من صور شعرية جديدة , فقد كانت إذاناً بشعر ذاتيّ , وهو نفسُه قضى على نفسه بعد تحوّله إلى صور اقتنع بها القارىء وأصبحت بعض العبارات  كمثيرات تغري " رأس" القارىء مثل الزهور وأسمائها والخضراوات ونعناعاتها والبقع الجغرافية ( عامودا – قامشلي - كردستان) وورودها في أي نص أصبح كافياً لتسمية أي نص بالشعرية , وكان ذلك كافيا ليكسب الشاعر جائزة في الشعر لمدة خمس دقائق .
-        يفتت عبداللطيف الحسيني الشعر السائد و يرى ضرورة لذلك , و لربما كان تفتيتُه لكثير من الكلمات الواردة في نصه إلى حروفها نوع من الإشارة إلى التفتيت , فالواقع يتفتت والدول تنقرض والشعوب تتحول ولا شيء يبقى على حاله .
-        إنه يفتت الحالة الشعرية بصورها الرعوية الرومانسية وأشعارها الغزلية المتذللة للمرأة و ينزع التاج والهالات الذهبية عن رأس شعبه المقدس , إنه إذانٌ بمرحلة جديدة ونحن نعيش حالة تحول هجينة للواقع حيث يصرخ الشاعر : ( من فضلك افسح طريقا للإنسان الجديد الصائت كي يجمّل دنيانا ).وأصبح الملائكة مشلولة أمام سطوة اللصوص الذين سرقوا الجزء الرابع من العقد الفريد بالرغم من أنها سرقة لفرح الشيخ و رفاقه العجائز , فكل الصور الشعرية التخييلية و المتخلّقة إلى واقع افتراضي تتحطم أمام سطوة الواقع الماديّ القاسي , واقع مادي لتابوت الروح .
-        يضع الشاعر عمله ضمن مصطلح نص وقد أضاف الناشر عبارة " شعر" في ذيل الصفحة الثالثة , والكتاب يتأرجح بين المفهومين , فإن بعضها يمكن تسميتها بنصوص تصل إلى حد المقالة والخاطرة , وهذا واضح في الكتابات المكناة باسم أصدقائه , و لكن البقية تستحق مصطلح " نص شعري" , فهي أشعار بحق لهيكليّة عباراته المهندسة ضمن بناء عضوي متماسك , كما في "أسرار - كالبرق - أمام امرأة " يقول أدونيس :( تكمن قيمة النص الشعري في فعاليته الفنية , ويكون النص فعالاً حين يكون قادراً على أن يتوالد بنفسه خالقاً بين كلماته أو بين عناصره شبكة غنية من العلامات . )
في حادثة جرت منذ أيام في مدينتنا عامودا : لقد أقدم أحدُ اليائسين بإشعال النار في إحدى غرف بيته , فبادر قلّةٌ من الشباب لإطفاء الحريق و لكن الأكثرية من الجيران وقفوا متفرّجين حتّى التهمت النيرانُ البيت كلّه , بسبب تحججهم بعدم وجود الماء , أو قّلته ’ وهذه السلبية لم تمنعهم من كيل اللوم على صاحب البيت و تصرّفه رغم أنّ البيت احترق تماماً . ما أقرب الحادثة من صوت عبداللطيف الحسيني : ( أنا الرجلُ الذي تمدد فوق سكة القطار و لم يمنعه أحد ).

السبت، 10 أغسطس 2013

حدّثتني نافذتي بالكرديّة .



حدّثتني نافذتي بالكرديّة .



متابعة عبداللطيف الحسيني .
نصُّ الشاعرة انتصار دوليب يعيدُ حياةَ المرء إلى زمن الكائن قبلَ أنْ يُكشف وقبلَ أنْ تأتي الحياةُ لتبدّدَ كلَّ محتويات الحياة الصاخبة التي ولّدت الأقنعة و المَوَات , الحياةُ التي تتحدّثُ عنها انتصار هي ذلك الركنُ المرميّ الذي يحوي الفراغَ وقبض ريح حيث السوادُ يبلعُ كلَّ شيءٍ ولا يترك أثراً للجمال , بل أنّ انتصار لا تمدح إلا الجمال حين تقف ضدّ عالم مليء بالسكون , يكتبُ نصُّها تشتّتَ وتفتّتَ الكائن ويعيدُه إلى الطفولة والذكريات والحبّ, و من هنا على القارىء أنْ يواكبَ ( حدّثتني نافذتي) بمكانين للقراءة : قراءة المرء حين يحيا وحين يموت أو يضمحلّ , فالمرءُ في النصّ يحملُ الكثير من الأصوات , إنه مفردٌ . صحيحٌ , لكنّه بصيغة الجمع . فمَنْ يجد نفسَه في الفراغ . فالنصُّ يجاريه , ومَنْ يرى ذاتَه في امتلاء نصّها , فهو يخاطبُه وحدَه , و أبعدَ من ذلك أنّ لغةَ الفراغ الامتلاء تحوّل كائناً حيّاً إلى جمال ناطق ويُرمَى إلى عالم التحنيط حيث الكلُّ يشاهد تشظّي الصّور والرّموز على حائط المتحف ويتقرّاه " أنْ أضعني في المتحف" أنْ تقرأ "حدثتني نافذتي" فلن تجد عالمك إلا و يزدادُ غنىً وامتلاءً بعالمٍ من التفاصيل التي ترصدُها وتتصيّدُها عينٌ مُدرَّبةُ متلصّصة  تلتقطُ الدقّة لا الوضوح  في القارىءِ الذي يهيمُ حولَ المساحات البيضاء باحثاً عن لغةٍ أخرى غير لغة البياض والسواد .
أتلك اللغة هي "النجوى" التي لا هي لغةُ القارىء ولا لغة الكاتب ؟, إنّها لغة انتصار دوليب التي تحتفي بجماليات الحياة المتناهية في الصِغَر .
تحيّة إلى انتصار دوليب .
ترجمة النص من العربيّة إلى الكرديّة من الكاتب و المُترجم الكرديّ جان دوست.
Pencereya min gote min ku ez xwe di mûzexaneyê debi cih bikim û serê xwe li ser maskên miriyan deynim, ҫiku şev di rûyê min de mezin dibe û perikên hechecîkan êdî nema bi azadiya kenarên min re digunce. Dibêje min ku ramana kok û rehan bavêjim pişt xwe Mîna bayekî bi pêş de biҫim Ku tu şopan li ser geyayê nahêle Sûdê li min nake ku wêranê daqurtînim Li gel hinek ji kavilên hişmendiya xwe Pencereya min gote min Ku serkanî dikare bibêje ew jiyan e Lê di hinavê wî de barҫemokên kujer hene Serê min wê hêdî hêdî were xwarin Eger ji ava wê serkaniyê vexwe Pencereya min gote min Ku şev pûҫ e nikare were serdana min îroj Ew mîna stêrikekê bi ser sînga min de dixuricî Û niha Nikare hema rengê xwe jî li xwe bike Ewê gote min ku Ew hewdikê han Dilê wî dibij oqyanosê Û bêriya wê dike Ew ji ezmanan dixwaze ku qirêja wî bihêre Li wir Pencereya min kire pistînî Berî ku ew li ser bêdengiya xwe di xew re biҫe û got: Divê ez rengê kesk kilît bikim tenê rengê şewitîna gopalê têra min dike.
Intisar Dolîb
رابط النص بالعربيّة 
http://www.saddana.com/mawsou3a/poets.php?maa=ViewPoet&id=1072 :

الخميس، 18 يوليو 2013

الى عامودا وبقايا صورتها ،عبد اللطيف الحسيني ...

الى عامودا وبقايا صورتها ،عبد اللطيف الحسيني ...
بقلم : د. هجار عبدالله الشكاكي


أنا الرجل الذي لا ظلّ له،أقول لك

ظلالكَ الجريحةُ تناديك أن تنحني عليها لتخيطَ جروحها ،عسى أن يلتئم وهجُ الروحِ المنفيّةِ في غيابها القسريّ ،وتعبها المزدوجِ ،وهي على حافّة البركان وفوهة الجحيم ،وأن تستطيع بقايا الروح رفع هامتها من جديد.
ظلالك الجريحةُ مبعثرة بين شوارع عامودا المحيطة بنار السينما وهي تحترق ،فترى تلك الظلالَ تتلوّى ألماً حتّى ليخالها المرءُ ترقصُ فرحاً ،وهي في ظُلامة كهف الحقد ،أو اللامبالاة ترفض الاستكانة.
ظلالك الجريحة تصرخ عليك كي تعود لتلتقط حبيبات دمك المتناثرة فوق أرصفة الوجع و الأنين ،فمازالت آثارك تدلّ عليك وعلينا وعلى كل المغادرين سأما،أو قهراً ،أو بحثا عن حلم راودكَ/ راودَنا/ راودهُم ،و الحلمُ يرفض أن يغادر الحُلمَ ،ويرفض أن يكون مجرّد عابر سرير.
ظلالك الجريحة،وقد ابتلاها الزمن بأنّها تقطّعت،وباتت مثل شظايا الزجاج ،تمدّ أطرافها الخمسين إلى جسدك لتمنعه المرور إلى شساعة الصحراء الجافّة كعوسجة غاب عنها المطر ألف سنة وألف ربيع ،رافضة رؤيته قطعا مبعثرة أو قطعة في قطيع.
ظلالك الجريحة ،وأنت تنظر في المرآة ،تعيد بناء وجهكَ وملامحَه كما هو،حتّى لا تسرقه المرآة،أو تستبدله حين عوز،أو حين مصلحة،أو حين جوع يغيّب ،علناً ،عند الآخرين بقايا الضمير.
ظلالك الجريحة،رغم تقطّعها بفعل انهيار النور وغزو الظلام،ترفض أن يسود بينها خلافٌ يكاد يُزرعُ،وتُجاهِدُ ذاتها ،كي لا تصبح شكلا مكرّرا لما يشتهيه المندّسون بين أرواحنا وظلالها.
في هذا العتم ورغبات العبادة الإلهية المفروضة جزعا ،فزعا ،مازال مصباحك منيرا طريقك أقلّه ،ليرسم ظلالك وإن كانت جريحة.
الأرواح تسكن حيث تريد ،لكنّها أبدا ترفض الأجداثَ ذات الشاهدة الواحدة ،حتّى لو كانت من مرمر وحرير ،والأجسادَ ذات الشكل الواحد و الرائحة الواحدة ،ولو كانت على رأس القطيع ،الأرواح لا تعرف التصفيق ولا النقيق ولا يدخل في قاموسها معنى نموت نحن ويحيى الرفيق.
لذلك فلا موت يستطيع أن يخطف تلكم الأرواح ولو نامت على سكّة قطار قادم أو على أي طريق.
وهل تعتبر ظلالك ،ورغم جروحها ،ضعيفة أو تستكين ،انظر خلفك،أو أمامك،لترى الفزع في عيونهم ،لتجد قلوبهم تكاد تركض من صدورهم ،ظلالك الجريحة تزرع فيهم خوفا باردا ،يقّطّع عن وجوههم الأقنعة ،وينحبس لسانهم عن الكلام فتراهم عن رؤية ظلالك يتغافلون ،أعرفتهم ؟ إنّهم المرتعبون.
كل الوجوه لا تتشابه ،عبثا يحاول ذلك المُرتعِب المُرتَعبُ من ظلالك الجريحة أن يغيّر وجهه ،فهو كل صباح ينظر في المرآة مشبّها وجهه بوجه الإله ،ويدهن شعيراته القليلة التي تعتلي شفته الممطوطة كبلهاء رأت وجهها لأوّل مرّة في المرآة منذ سنين ،بزيت اللوز ،عسى أن يشبه الإله ،تخونه المرآة ،تُهينه ،وببساطة ينسى أن الأصوات لا تتغيّر بمساحيق التجميل ،كما الوجوه ،فيخرج المرتَعَبُ مُرتعِباً،وقد اضمحلّت ذاته إلى حضيض ،فزعا ليعلن للجميع ولاءه النهائي لإله عصيّ على التشبيه ،عسى يرتضيه الإله ،مستعينا به عليك ،وأنت تستمع بكأس شاي على دكّة منزلك الأثير.
ظلالك ،وإن كانت جريحة ،فهي ظلال عبد اللطيف الحسيني.

د.هجار عبدالله الشكاكي

4-6-2013

الجمعة، 7 يونيو 2013

نادي جوان كرد ( نادي الشباب الكردي )

نادي جوان كرد ( نادي الشباب الكردي ) - إلى الباحث الكرديّ عمر محمد علي شيخموس .
عبداللطيف الحسيني .

أسّسه الشاعر ( جكر خوين ) في بداية القرن العشرين ( 1938) في مدينة عامودا, بالتحديد (في قيصرية جاسم الدخيل الحالية ) وخصّص ( جكر خوين ) عدّة أساتذة لتعليم الطلاب ( اللغة الكردية ). منهم : ( محمد علي شويش وعزيز ملا و عبدي تيلو وعلي سعيدو , و أوسي حرسان ومجيد كولك و تيرز و ديبو إبراهيم ( سينو ( إضافة إلى جكر خوين ). ولم يحصر التعليمَ لطلاب الكرد فقط . بل التحقَ بالنادي الكثيرُ من العرب الذين كانتْ لهم رغبةٌ في تعلم اللغة الكردية . لكنْ في عموم النادي أقرأُ الكثيرَ من الاستنتاجات :
1- لم يكنْ للعربيِّ بدٌّ إلا أنْ يتعلّمَ اللغة الكردية , لأنَّ كلَّ مَنْ يصادقُه و يصادفُه ويجاورُه كرديٌّ.
2- ولو أنَّ ديمومة النادي لمْ تستمرَّ إلا في حدود أقلّ من سنة, ومع ذلك خرّجَ تلامذة تعلّموا الكردية ضمن حدود الفهم لديهم . وقد وصل عدد المنتسبين إليه حوالي ( 300) طالب ( أو كشّاف) . ومازالَ الكثيرُ ممّن تعلّموا في النادي يجيدون القراءةَ بالكردية , ومنهم القراءة و الكتابة أيضا , و يحفظون الأناشيدَ التي تعلموها . وهي قصائدُ حماسية .
3- الجيل الذي حصّل تعلم الكردية لقّنها بدوره للأجيال التالية ( برو قجو مثالاً ) . ثمةَ الكثيرُ ممّنْ انضموا إلى النادي : ( صالح لوقو , صالح وتي , حسن عبدالرحمن , صالح محمد حني , مجيد محمد ,أوسي نبو .حسين حاج شريف داري , مجيد كن رش, أحمد جميل ,صالح بكي ,رفاعي الرعاد,عبداللطيف وضحية ,صبري خلو سيتي ,صديق أوسي ,حمي طاهرو , رفاعي شيخموس , مصطفى الغزلاني , جاسم الدخيل , مجيد حسو , إبراهيم حني , داؤد كن رش , فرج كورو ) وقد كان هؤلاء الكشافون يتجوّلون في أزقة و ساحات عامودا مردّدين الهتافات والأناشيد الحماسية .
4- أنّ عامودا كانت السبيلَ و الطريقَ (ثقافيّا و فكريّا) للانطلاق إلى الآفاق الأرحب , وهي التي احتضنت السّياسيين و المفكرين .
5- كانت لإغلاق النادي وشاية ما فعلتْ فعلَها , وهي السببُ الجوهريّ لإغلاقه . اُغلقَ عام (1939) بحسب ما أرّخَه (جكر خوين )