عبداللطيف الحسيني .
قلتُه اسماً وأعني بهِ مجموعاً , أقولُه الآنَ – اليومَ وأقصدُ بهِ عقوداً , لذا جاءَ الجريحُ صادماً , و لن أضيفَ إليه ملحاً بل أبعدَ من القسوة ذاتِها : ملحاً مسموماً , أقولُ أنا وأقصد غيري , ليحسَّ الآخرُ غيرُ الكرديّ بأنّ الاسمَ الكرديّ صُبَّ عليه الغبنُ مزدوجاً حينَ أرادَ المشاركةَ في كلِّ ما يطوفُ حولَه أو المشاركةَ في جلّ ما يناديه الواجبُ في عموم بلدِه من أقصى شمال الشرق حيثُ البشرةُ الترابيّة منتهياً بجنوب الغرب حيث البشرةُ السوداء , لم تبقَ مشاركةُ الاسم الكرديّ مفهوماً بل كانتْ تفاعليّة – متماهية لمسَها البعضُ وعرفَها ممّنْ تحسّسَ آلامَ الاسم الكرديّ في ترحاله قبلَ حلّه , خصوصاً في النقاط التي يتمُّ التعارفُ فيما بينَ كلّ الأطياف السوريّة التي تُظهرُ ثراءً في الفكر والثقافة .أدقّ النقاط التي تُقرّبُ كلَّ الأطياف إليها : الطلبةُ حين يجمعُها حوارُ الذات أو سؤال الهويّة , حينها يلفّ الاسمُ الكرديّ أسماءَه المتعدّدة أو آلامَه و جروحَه المتعدّدة التي لا تنتهي , ما منعَ الاسم الكرديّ أنْ يلتفَّ ببعضه أو يلتفتَ إلى رنين صوتِه وإشعاله من الداخل , ما منعَه وفتّته هو نفسُه ما مَنَعَ وفتّتَ غيرَه .
يحسُّ الاسمُ الكرديُّ أنّ عليه تعباً مزدوجاً – كما كان عليه الغبنُ مزدوجاً – عليه أنْ يُعيدَ إلى اسمه خصوصيّتَه المتعدّدة , فهو الكثيرُ ضمنَ هذه الخصوصيّة التي قد لا ينافسُها فيها غيرُه أحياناً , وأحياناً أنّه في تلك الخصوصيّة هُدِرَ وقُهِر . غيرَ أنّه كانَ الثمنَ الباهظ طوال حياته : حين غُيِّرَ اسمُه واسمُ مكانه , وسيكونُ الثمنُ فوّهةَ جحيمٍ حينَ رأى نفسَه فجأةً : "غريبَ الوجهِ واليدِ واللسان ِ" وهو في عقر داره .
و كأنّ عليه جمعَ نفسِهِ ورصّها قبلَ أنْ يدلَّه غيرُه إليه ,وامضاً بعدّما كانَ غامضاً , و قبلَ أنْ يبقى عقوداً أخرى اسماً ج – ر – ي – اً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق