مدوّنة الكاتب الكرديّ : عبداللطيف الحسيني .

الأربعاء، 2 مارس 2011

إلى فيروز : صوت الإله .

 (1) كُلّمَا كَثُرَتْ وَطَفَحَتِ الْأغَانِي بمُرُورِ الْوَقْتِ الّذِي لَمْ يَعُدْ يَعْرِفُ انتِخَابَ الجَمَالِ مِنَ الْقُبْحِ , ازددْنا جنوناً وعَطشاً لِسَمَاع فيروز ( لا الملاك) بل الصَّوت الإلهيّ على الأرض , حينَ تَعِبَ وَمَلَّ الإلهُ مِنْ نصَائِحِهِِ غير المُجْدية, قالَ في نفسِهِ : فلأُرْسِلْ للرعيّةِ صَوْتاً منّي هَادِياً .... مُغيِّراً مَا بأنفسِهمْ مِنْ ضغينةٍ وَغِلّ وَعنجهيّة في القول والفعل , فكانَ الصَّوْتُ , وكانَ ظلُّ الإلهِ عَلى الأرضِ مَخمُوْرَاً .... مُنتشِرَاً .
(2): (أسْتَمِعُ صَبَاحَاً إلى فيروز ),هذا جوابٌ يُرَدِّدُهُ أغلبُ المُستمعِين إليها, وهو جوابٌ جاهزٌ فيهِ الكثيرُ مِنَ المَحبّةِ لصَوْتِ الإلهِ , وفيهِ - بالمقابل- الكثيرُ مِنْ عدم الاستماع إليها ليلاً . هل جَرّبَ البعضُ التجلي بصوتِها ليلاً حينَ تهجعُ الأصواتُ ( الأصواتُ بكلّ معانيها) ولا يبقى إلا صوتُ فيروز- البياض صَادِحَاً ....مُمطِرَاً يأخذُنا لمعانقةِ الملائِكة ؟.
(3)باتَ صَوتُ فيروز حَالة صوفيّة,تأمّليّة , ولأنّهُ كذلكَ باتَ لِزاماً علينا أنْ نستمعَ إليها ليلاً للتوحّدِ معَها, ففي التجلّي الصوفيّ تتغيّرُ القراءَاتُ لتصبحَ قراءَاتٍ ليليّة , صَوتُ فيروز نصٌّ صوفيٌّ مسموع يخاطبُ الجمالَ المُغيَّبَ فينا , لا في الصّباح كما جرتِ العادةُ, بل في كلِّ الأوقات .
 (4) هذهِ شهاداتٌ لكبارالشعراء تدلّنُي أنّ محبتهم لها تفوقُ هيامي بها .
  -  فيروز هي الأغنية التي تنسى دائما أن تكبر
- هي التي تجعل الصحراء أصغر وتجعل القمر أكبر: ( محمود درويش.
-  بعض الأصوات سفينة وبعضها شاطىء وبعضها منارة ,
وصوت فيروز هو السفينة والشاطىء والمنارة , هو الشعر والموسيقا والصوت , والأكثر من الشعر والموسيقى والصوت , حتى الموسيقا تغار منه(  أنسي الحاج) .
-  (قصيدتي بصوتها اكتست حلة أخرى من الشعر) : نزار قباني .

ليست هناك تعليقات: