عبداللطيف الحسيني فوق شرمولا .
إلى وجوهٍ عرفتُها .
إلى وجوهٍ عرفتُها .
إنّني هنا فوقَ التلّ , وقد وجّهتُ وجهي إليكَ متربّصاً - مدوّناً كلّ الأقنعة التي خُلِقتْ:
الوجه الأوّل : خلعََ قناعَه, وباتَ شأنُه مكشوفاً , يمرُّ في الشارع ولا يسلمُ عليه أيُّ مارّ , فيدّعي بسمةًً صفراءَ على وجهه تدلُّ على حجم استهتاره بنفسه و بغيره .
الوجه الثاني : تمرُّ الصرخاتُ به فلا نراه إلا مختبِئَاً وراء نسوةٍ تباركُ لتلك الصرخات , ما أقلّ حجمَه ! ما أضعفه ! وقد باعَ راحة الضمير براحة البدن الذي باتَ هشّاً لا إحساسَ فيه . تصوّروا معي جسداً تتكلّمُ هشاشتُه؟ .
الوجهُ الثالث :وحده ألفٌ لا كمجازٍ , بل كمفهومٍ قابلٍ للتمكين والتعزيز حياتيّاً حين تضمحلُّ ذواتٌ اختفتْ من الحياةِ كتابيّاً و ذاتاً , و لم يعدْ لها وجودٌ إلا عندَ مَنْ أسّسَ لها وجوداً ميّتاً على نمط تفكير يكادُ ألّا يؤمنُ به هو نفسُهُ إذا اختلى به .
الوجهُ الرابع : وجهٌ متعدّدٌ , باعَ ماءَ الوجه في مكانٍ أو في أيّ مكان , يختارُ الوجه الذي يليقُ به أو بما يناسبُ مقام القوم .
وجوهٌ كثيرةٌ خلقَها الشارعُ : كلُّها قيحٌ وصديدٌ . ووجوهٌ خلقها الشارعُ نفسُه : كلُّها ابتهاجٌ و إشراقٌ . ابن الشرمولا يتساءلُ : أين كانت تختفي كلُّ الوجوه المعلنة والمختبئِة ؟ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق