مدوّنة الكاتب الكرديّ : عبداللطيف الحسيني .

الاثنين، 21 فبراير 2011

كَالْبَرْق



  
سوسن حميدي – سعيد بودبوز : إِلَيْهِمَا كَالبَرْق .
لَوْ مَرَرْتَ بِي أيُّهَا المَيِّتُ لَرَمَيْتُ لَكَ حَيَاتِي قَطْرَةً … قَطْرَة .

اتركوهُ يَمَرّ مِثْلَمَا خَرَجَ مِنْ كَهِْفِهِ : هَيْكَلاً تُرَابِيّاً يُلَاحِقُهُ أطفَالُ حَارَتنِا بِرُقَعٍ مِنْ ثِيَابِهِ .

لَمْ يَتْركْ خَلفَهُ مَا يَدِلُّ عَلَيْهِ ،لا وَدَاعَاً ،وَ لا مِندِيلاً : عَادَ كَالبَرْق .

وَحْدَهُ أمَامَ المِرْآةِ يَتَقَرَّى وَجْهَاً غَيْرَ وَجْهِهِ ، وَ فِي الحَقْلِ يَسْتَظِلُّ بِفَيْءٍ مَا تَرَكَتْهُ الأشْجَارُ .

المِرْآةُ تُدِيرُ وَجْهَهُ كُلّمَا وَقَفَ أمَامَهَا .

الفَرَاغَاتُ المُتْعَبَةُ و الأشْبَاحُ الّتي لا تُخِيفُ إلا الأطْفَالَ : تلكَ حَيَاتِي حِينَ ألْتَفِتُ إلَى الوَرَاء .

أُمَدِّدُ رَقَبَتِي بَعْدََ أنْ أُعطِي لِلْجَزّار ِ مِدْيَةً حَادّة ً , فَتَمدُّ الصّحْرَاءُ شَسَاعَتَهَا لاسْتِقْبَالِ جَسَدِي قِطْعَةً … قِطْعَةً .

ليست هناك تعليقات: